إذا كنت تتساءل عما إذا كنت ممن يمتلكون الشخصية المثالية؛ فهناك احتمال كبير أن تكون من أصحابها. هناك أيضًا مميزات كثيرة لأصحاب هذة الشخصية بسبب الدلالات الإيجابية لكلمة “المثالية”.
علامات الشخصية المثالية
يشبه المثاليون الباحثون عن الكمال إلى حد كبير أصحاب الإنجازات العالية، ولكن مع بعض الاختلافات الرئيسية. فى هذا المقال نعرض الاختلافات، كاشفين عن عشر علامات منبهة للمثاليين – وهي علامات قد تتمكن من اكتشافها في نفسك أو في الأشخاص الذين تعرفهم.
1. التفكير بمبدأ كل شيء أو لا شيء
يضع المثالييون، مثلهم مثل أصحاب الإنجازات العالية، أهدافًا سامية ويعملون بجد لتحقيقها. في حين أن صاحب الإنجازات العالية يمكن أن يرضى بالقيام بعمل ناجح وتحقيق التميز أو شيء قريب منه حتى لو لم تتحقق أهدافه بالكامل، فإن الشخص الذي يسعى للمثالية؛ لن يقبل بأقل من الكمال. بسبب نظرته إلى “شبه المثالية” على أنها فشل.
2. أن تكون شديد الانتقاد
يكون الشخص ذو الشخصية المثالية أكثر انتقادًا لنفسه وللآخرين من الشخص صاحب الإنجازات العالية. حيث يفخر أصحاب الإنجازات العالية بإنجازاتهم ويميلون إلى أن يكونوا داعمين للآخرين، ويركز أصحاب النظرة المثالية على العيوب ويجدون صعوبة في رؤية أي شيء آخر. فهم أكثر حكمًا وقسوة على أنفسهم وعلى الآخرين عندما يحدث “الفشل”.
3. الميل الدائم للشعور بالخوف
غالبًا ما ينجذب أصحاب الإنجازات نحو أهدافهم من خلال الرغبة في تحقيقها. كما أنهم يشعرون بالسعادة مع أي خطوات يتم اتخاذها في الاتجاه الصحيح. ومن ناحية أخرى، يميل المثالييون إلى أن يدفعهم الخوف من أي شيء أقل من تحقيق هدفهم بشكل مثالي.
4. وضع أهداف غير واقعية
من العلامات الأخرى التي تدل على كون الشخص مثاليًا هو وضع أهداف قد لا تكون معقولة. يمكن لأصحاب الطموح أن يضعوا أهدافهم عالية، ويستمتعون بمتعة التقدم إلى أبعد منها بمجرد الوصول إلى هذه الأهداف. لكن غالبًا ما يضع المثالييون أهدافهم الأولية بعيدة المنال.
ولأن أصحاب الشخصية المثالية يميلون إلى وضع معايير غير واقعية، فإنهم غالبًا ما يرفضون النجاح لأنهم يشعرون أن أعمالهم ليست جيدة بما يكفي للارتقاء إلى هذا المستوى من الإنجاز.
5. التركيز على النتائج فقط
يمكن أن يستمتع الأشخاص الطموحين بعملية مطاردة الهدف بنفس القدر أو أكثر من الاستمتاع بالوصول الفعلي للهدف نفسه. وعلى العكس من ذلك، يرى المثالييون الهدف ولا شيء آخر. فهم مهتمون للغاية بتحقيق الهدف وتجنب الفشل لدرجة أنهم لا يستطيعون الاستمتاع بعملية النمو والسعي.
6. الشعور بالاكتئاب بسبب عدم تحقيق الأهداف
وغالبًا ما يكون أصحاب الشخصية المثالية أقل سعادة من أصحاب الإنجازات . في حين أن الطموحين قادرون على التعافي بسهولة إلى حد ما من خيبة الأمل، يميل المثالييون إلى لوم أنفسهم والتخبط في مشاعر سلبية عندما لا تتحقق توقعاتهم العالية. فهم يكافحون من أجل المضي قدمًا عندما لا تسير الأمور كما كانوا يأملون. وبالإضافة إلى قلة سعادتهم، يميل الأشخاص ذوو الشخصية المثالية إلى أن يكون لديهم مستويات أعلى من القلق ومستويات أقل من الرفاهية النفسية.
7. الخوف من الفشل
يمتلك أصحاب الشخصية المثالية خوفًا أكبر من الفشل أكثر من الأشخاص الطموحين. ولأنهم يولون أهمية كبيرة للنتائج ويصابون بخيبة أمل من أي شيء أقل من المثالية، يصبح الفشل احتمالًا مخيفًا. وبما أنه يُنظر إلى أي شيء أقل من المثالية على أنه فشل، فإن ذلك يجعل من الصعب البدء في أي شيء جديد.
8. التسويف
يبدو من المفارقات أن المثاليون يميلون إلى المماطلة و هذه السمة الشخصية يمكن أن تكون ضارة بالإنتاجية. وجدت الأبحاث النفسية أن الشخص المثالي الذي لا يستطيع التكيف مع وضعه أو بيئته – ما يسمى بالمثالية غير القادرة على التكيف – غالبًا ما يكون أكثر عرضة للتسويف. ويرجع السبب في ذلك إلى أن المثاليين الذين يخافون من الفشل؛ يقلقون أحيانًا من القيام بشيء ما بشكل غير مثالي لدرجة أنهم يصبحون عاجزين عن القيام بأي شيء على الإطلاق. ويمكن أن تؤدي هذه المماطلة بعد ذلك إلى مزيد من الشعور بالفشل، مما يؤدي إلى إدامة حلقة مفرغة من العجز.
9. الدفاعية
نظرًا لأن الأداء الأقل من مستوي المثالية مؤلم ومخيف للغاية بالنسبة لأصحاب الشخصية المثالية، فغالبًا ما يستجيبون بشكل دفاعي للنقد البناء. ومن ناحية أخرى، يمكن لأصحاب الإنجازات العالية أن ينظروا إلى النقد على أنه معلومات قيّمة من شأنها أن تساعدهم على تحسين أدائهم في المستقبل.
10. انخفاض تقدير الذات
يميل أصحاب الإنجازات العالية إلى التمتع بمستويات عالية من احترام الذات. ليس هذا هو الحال مع الباحثين عن الكمال. فعلى الرغم من أن السعي نحو المثالية يرتبط بارتفاع تقدير الذات، إلا أنه عندما يقوم شخص ذو شخصية مثالية بتقييم نفسه بشكل نقدي، فإن ذلك يساهم في تدني احترام الذات بدلاً من ذلك.
يمكن أن يكون المثالييون أيضًا وحيدين أو منعزلين بسبب طبيعتهم الناقدة وصلابتهم التي تدفع الآخرين بعيدًا عنهم. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تدني احترام الذات بشكل أكبر، مما يؤثر في نهاية المطاف تأثيرًا خطيرًا على صورة الشخص الذاتية ورضاه عن حياته بشكل عام ويؤثر أيضًا على علاقاته.
يمكنك أيضا الإطلاع علي:
كيفية التغلب على عيوب الشخصية المثالية
إذا كنت من محبي المثالية وترغب في الحد من بعض آثارها السلبية على حياتك، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها. تتضمن الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التغلب على المثالية ما يلي:
- خلق بيئة تشعر فيها بالقبول
- الانخراط في الحديث الإيجابي عن الذات
- عدم مقارنة نفسك بالآخرين
- ممارسة اليقظة الذهنية لمساعدتك على تعلم كيفية التركيز على الحاضر دون القلق كثيرًا بشأن الماضي أو المستقبل
- استخدام تقنيات من العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، مثل تحدي الأفكار السلبية؛ يمكن أن تدفع المثالية الصحية الأشخاص إلى تقديم أفضل ما لديهم، لكن المثالية غير الصحية يمكن أن تؤدي إلى التوتر والقلق وتدني احترام الذات وغيرها من المشكلات التي يمكن أن تؤثر على جودة حياتهم. غالبًا ما يكون المثاليون ناقدون ومدفوعون بالخوف ولديهم توقعات غير واقعية ويخافون من الفشل ويتخذون موقفًا دفاعيًا عندما يواجهون أي نقد.
إذا رأيت بعض هذه السمات المثالية الباحثة عن الكمال في نفسك، فلا تيأس. فالاعتراف بالحاجة إلى التغيير هو خطوة أولى مهمة للغاية. بمجرد أن تدرك كيف يمكن أن تؤثر هذه الميول عليك بشكل سلبي، يمكنك البدء في العمل على اتباع نهج أكثر صحة يسمح لك بتحقيق أهدافك بعيدا عن التوتر وبإيجابية عالية.