التفاوض على الراتب أمر من الأمور التي نمارسها بشكل دائم ومستمر، ودائماً ما يدرس الباحثون في تخصص علم النفس أساليب الأشخاص في التفاوض في مختلف مواقف الحياة.
التفاوض على الراتب موقف من المواقف التي يحتاج فيها الموظف أو العامل لمهارات تفاوض قوية، يحتاج كافة الموظفين والعاملين إلى راتب أفضل، ولكن لا يجيد الجميع أساليب التفاوض، وبسبب ذلك يخسرون فرصهم في الحصول على الراتب الذي يستحقونه حقاً.
التفاوض على الراتب
يجب على كل موظف أو عامل أن يكون لديه مهارات تفاوض قوية، فما هي مهارات التفاوض على الراتب هي بطريقة مختصرة وبسيطة وواضحة استخدام التقنيات والاستراتيجيات بمهارة لتنفيذ هدف معين على سبيل المثال القدرة على الإقناع أو الاستخدام الممتاز للمعلومات والبيانات التي تعرفها تبعاً للموقف، وتعد مهارات الإقناع من المهارات المهمة جداً لتنفيذ كافة عمليات التفاوض بنجاح تام.
أفضل الطرق التفاوض على الراتب
فيما يلي سنتعرف على بعض مهارات التفاوض، وهي نتائج دراسات أجراها باحثون في تخصص علم النفس استمرت ودامت لسنوات طويلة جداً وبالتأكيد ستكون بداية ممتازة في قيامك بالتفاوض على الراتب الذي تستحقه، ومنها:
المرحلة التي تكون قبل التفاوض
– كافة ومختلف المعارك والحروب يتم الربح فيها أو الخسارة فيها قبل خوضها أو تأديتها، لذلك فإن المرحلة التي تكون قبل التفاوض مهمة جداً، لذا يجب عليك تجهيز وإعداد نفسك جيداً عن طريق إعداد وتأمين البدائل ومعرفة قيمة وظيفتك في سوق العمل.
– إعداد وتأمين البدائل مهم لسببين مختلفين وهما: الأول هو سبب على الصعيد الشخصي، لأنه يعطي خيارات عديدة أخرى في حال تم رفض ما طلبته أنت، والسبب الثاني هو ما يجعلهم يفكرون مرات عديدة قبل رفض ما طلبته؛ لأنهم يعلمون جيداً بأنك تملك بدائل عديدة أخرى، أما كونك تعرف قيمة وظيفتك في سوق العمل فذلك يعني أنك تعرف معدل رواتب الموظفين الآخرين الذين يعملون في نفس مجال تخصصك.
– في حالة أنك لم تكن تعرف هذه المعلومات فحينها إما ستطلب رقماً ضخماً جداً أو رقماً متواضعاً جداً فسيتم رفض طلبك.
يجب أن تقوم بتحديد توقعاتك
يجب عليك قبل البدء في أي تفاوض على الراتب أن تقوم بتحديد أدنى حد للراتب الذي لا بأس به بالنسبة لك، لا تظهر هذا الحد الأدنى أبداً خلال وقت التفاوض مع صاحب العمل، يجب أن تقوم بعد ذلك بتحديد رقم واقعي ومناسب يعتمد على مهام ومسؤوليات الوظيفة التي تعمل بها وبالإضافة إلى ذلك الرواتب التي يحصل عليها الموظف الذي يعمل في نفس مجال تخصصك ويملك نفس المؤهلات التي تملكها أنت.
يجب أن لا تكشف عن ضعفك وترددك
– شعورك بالقوة وعدم التردد يمكنه وحده أن ينفذ لك ما تريد، كما أنه كذلك يساعدك على اتخاذ أفضل القرارات وأحسنها. وقيامك بالتفاوض على الراتب يجعل حياتك عبارة عن مرحلة من العذاب النفسي التي تشمل الكثير من التوتر والتردد والضعف وعدم الثقة بالنفس، فتجد نفسك تتساءل إن كنت قد طلبت رقماً ضخماً جداً، أو إذا كنت قد طلبت رقماً صغيراً جداً، أو إن كان ما طلبته سيجعل صاحب العمل يشعر بسبب ذلك بالإهانة.
– شعورك بالقوة وعدم التردد سيجعلك تشعر بالثقة عندما تطلب أي مرتب تريده خصوصاً وأن في الغالب لا تنجح مفاوضات الراتب لأن الموظف أو العامل يخاف ولا يشعر بالثقة في نفسه ويتردد.
– وهناك الكثير من الاستراتيجيات والتقنيات المختلفة التي تساعدك على الشعور بالقوة لكن أبسطها وأسهلها هو التفكير بموقف مررت به وشعرت فيه حقاً القوة والثقة وعدم التردد، وستلاحظ بنفسك تغييراً فورياً وسريعاً.
التفهم لا الشعور
– يجب عليك أن تقوم بفهم صاحب العمل الذي تقوم بالتفاوض معه والابتعاد كل البعد عن محاولة فهم مشاعر صاحب العمل، مشاعر صاحب العمل لا تخصك بأي شكل من الأشكال؛ لأنه يجب عليك الاعتماد على التحليل المنطقي في هذه المواقف.
– فهل الشركة أو المؤسسة على سبيل المثال تعمل تبعاً لسياسات صارمة ومعقدة في أي مواضيع تخص الرواتب ولكن هذه الشركة أو المؤسسة تكون أكثر سهولة وبساطة مع العلاوات؟ فهل يتبعون مبدأ استثناء العلاوات مقابل مبدأ تقديم بدائل متعددة أخرى للموظفين أو العاملين؟
– عندما تكون قد حضرت نفسك سابقاً فأنت على الأرجح لديك الإجابة، وفي هذا الحال المطلوب منك هو التفكير بأفضل وأحسن صفقة تناسب وتلائم متطلبات واحتياجات كلا من الطرفين، وفهمك لوجهة نظر الطرف الآخر لا تساعدك فقط في معرفة المبلغ الذي تطلبه بل تمكنك أيضاً من تقديم حلول أخرى في حال قد تم رفض عرضك الأولي.
– يجب عليك معرفة ما يحتاج إليه الطرف الآخر فهذا أمر عقلاني ومنطقي أما محاولتك في فهم مشاعر الطرف الآخر ستجعله في موقف أقوى منك، التعمق في عواطف ومشاعر الطرف الآخر إما ستجعل الطرف الاخر يستغلك، أو ستجد نفسك تترك أموراً لا يجب عليك تركها أو التخلي عنها.
يجب أن تقوم بتقديم العروض الأفضل أولاً
قد يهمك: العمل الجماعي وروح الفريق
– تبعاً للكثير من الدراسات المختلفة التي أجراها العديد من الباحثون فإن الأشخاص الذين يقومون بتقديم العروض الأفضل أولاً يحصلون في العادة على ما يريدون، في حال أنك بالفعل لديك معرفة عن الرواتب التي يحصل عليها الموظفين الذين يعملون في نفس مجال تخصصك، ولذلك يجب عليك أن تقوم بتقديم عرضك أولا لا تنتظر عروض الطرف الآخر.
– تبعاً للكثير من علماء النفس فإن المبلغ الذي تم طلبه أولا مهما كان يقوم بتحديد المعيار، كما أنه كذلك يجعل لديك القوة والثقة، لأن صاحب العمل لن يفاوض حينها حول المبلغ الذي قمت بطلبه إلا قليل.
يجب عليك أن تطرح خيارات أخرى بديلة
– أصحاب العمل في العادة هم من يقومون بتقديم الكثير من الخيارات الأخرى البديلة، ولكن الموظفين أو العاملين لا يقومون بتقديم خيارات بديلة بشكل عام، المطلوب منك هو أن تقوم بعكس هذه الصورة عن طريق تقديم الكثير من الخيارات الأخرى البديلة التي تناسب متطلباتك واحتياجاتك وبالطبع مع مراعاة المتطلبات والاحتياجات التي تناسب الطرف الآخر.
– بداية التفاوض تكون عن طريق تقديم رقمك القابل للتفاوض ضمن نطاق معين طبعاً مع الحرص على أن يكون الحد الأدنى قريباً من الحد الأقصى، أهمية هذه المرحلة تكمن في أنك تقوم بإظهار للطرف الآخر أنك مرن ومستعد للتفاوض بشأن المبلغ الذي قمت بطلبه.
– في حال كانت الشركة أو المؤسسة تملك سياسات صارمة ومعقدة حول ما يخص الرواتب حينها عليك تقديم مجموعة من الخيارات الأخرى البديلة التي ستفيد هدفك وتعطيك مجموعة واسعة ومتعددة يمكنك الاختيار منها المبلغ الذي تريده.
– فعلى سبيل المثال تقوم بتقديم للطرف الآخر عرضك وأنت تعلم سابقاً بأن رقم الذي قمت بطلبه قد لا يلائم الطرف الآخر، ولكنك سوف تقوم بتقديم خيارات أخرى بديلة على سبيل المثال تخص أيام الإجازات وغيرها من الخيارات.
وفي الختام نكون قد تحدثنا عن ما هي مهارات التفاوض على الراتب؟ وما هي أيضاً أفضل طرق التفاوض على الراتب والتي تشمل الكثير من المراحل المختلفة، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.