5 استراتيجيات لحل المشكلات في الحياة العملية واليومية

من المثير للدهشة أن بعض الأشخاص الذين يجيدون حل المشكلات في حياتهم الشخصية قد لا يكونون خبراء في حل المشاكل في مكان العمل. يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بمهارات حل المشكلات في مكان العمل التعامل مع التحديات والتكيف بشكل جيد مع الظروف غير المتوقعة. ولأن هذه المهارات تعزز عمل الزملاء ومعنوياتهم وتبقي الشركات على المسار الصحيح خلال الأزمات؛ لذلك يحرص أصحاب العمل على توظيف خبراء في حل المشكلات.   

استراتيجيات حل المشكلات
أهمية مهارة حل المشكلات

لكن حل المشكلات ليس مهارة واحدة فقط. مثل العديد من المهارات الشخصية، فإن حل المشكلات مهارة كبيرة تنشأ من تضافر مهارات أصغر، مثل:

  • الاستماعً النشطً 
  • العقلية التحليلية 
  • موهبة البحث 
  • التفكير الإبداعي
  • التواصل الجيد 
  • اتخاذ قرارات سريعة وفعالة

في هذه المقالة، سوف نلقي نظرة على هذه المهارات الشخصية التي تساعد الأشخاص على  امتلاك القدرة على حل المشكلات، ونوضح كيف يمكن للمتقدمين للوظائف توضيح مهاراتهم في حل المشاكلات في سيرتهم الذاتية. 

ما تعريف مهارة حل المشكلات؟

مهارة حل المشاكل هي القدرة على تحديد المشاكل، والعصف الذهني وتحليل الإجابات، وتنفيذ أفضل الحلول.فالموظف الذي يتمتع بمهارات جيدة في حل المشكلات؛ هو موظف قيادي وزميل متعاون في الفريق؛ فهو استباقي في فهم جذور المشكلة والعمل مع الآخرين للنظر في مجموعة واسعة من الحلول قبل اتخاذ القرار بشأن كيفية المضي قدمًا. 

ومن الأمثلة على استخدام مهارات حل المشكلات في مكان العمل ما يلي:

  • البحث في الأنماط لفهم سبب انخفاض الإيرادات في الربع الأخير من العام الماضي.
  • تجربة قناة تسويقية جديدة لزيادة عمليات الاشتراك في الموقع الإلكتروني.
  • العصف الذهني لأنواع المحتوى لمشاركتها مع العملاء المحتملين.
  • اختبار العبارات التي تحث على اتخاذ إجراء؛ لمعرفة أي منها يحقق أكبر قدر من مبيعات المنتجات.
  • تنفيذ سير عمل جديد لأتمتة عملية الفريق وزيادة الإنتاجية.

ما أهمية مهارة حل المشكلات؟

مهارة حل المشكلات هي أكثر المهارات الشخصية المطلوبة في الأعوام الأخيرة. في الواقع، يبحث 86% من أصحاب العمل عن مهارات حل المشكلات في السير الذاتية للطلاب، وفقاً لاستطلاع الرابطة الوطنية للكليات وأرباب العمل حول توقعات الوظائف. ليس من المستغرب لماذا يبحث أصحاب العمل عن هذه المهارة: ستحتاج الشركات دائماً إلى أشخاص يساعدونها في إيجاد حلول لمشاكلها. فالشخص الاستباقي والناجح في حل المشاكل هو شخص ذو قيمة لأي فريق.

يقول كبير مستشاري الموارد البشرية في شركة ريد كلوفر: “يبحث أصحاب العمل عن موظفين يمكنهم اتخاذ القرارات بشكل مستقل، خاصةً مع انتشار العمل عن بُعد/ المختلط والحاجة إلى التواصل بشكل غير متزامن”. “يرغب أصحاب العمل في رؤية الأفراد الذين يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة تخفف من المخاطر، ويمكنهم القيام بذلك دون المعاناة من شلل التحليل”.

5 مهارات تجعل حل المشكلات أسهل

يعد الموظفون الذين يتمتعون بمهارات جيدة في حل المشكلات أمرًا حيويًا لنجاح أي عمل. ولكن ما هي المهارات المحددة التي يبحث عنها أصحاب العمل؟ فيما يلي خمسة من أهم مهارات حل المشكلات التي ترغب الشركات في أن يتمتع بها موظفوها.

1) الإبداع

“المشاكل ليست سوى نداءات إيقاظ للإبداع.” -غيرهارد غشواندتنر.

 يتيح لنا الإبداع دراسة المشكلة من وجهات نظر متعددة، واستخدام التفكير خارج الصندوق، والتوصل إلى حلول مبتكرة. من خلال تبني الإبداع، نفتح أنفسنا على إمكانيات جديدة ونجعل جهودنا في حل المشكلات أكثر فعالية.

الابداع
مهارة الابداع

كيفية استخدام الإبداع في مكان العمل:

  • إنشاء عمليات لتحسين سير العمل وتقليل التكاليف.
  • طرح الأفكار لتطوير منتجات أو خدمات جديدة للشركة.
  • تطوير استراتيجيات لزيادة ولاء العملاء ورضاهم.
  • الاستفادة من التكنولوجيا لإنشاء عمليات وأنظمة أكثر كفاءة.
  • تحليل البيانات لتحديد الاتجاهات وفرص التحسين.

2) البحث

“البحث هو الفضول الرسمي؛ إنه البحث والتقصي لغرض ما”  – زورا نيل هورستون. 

مهارات البحث ضرورية عند حل المشاكل المعقدة. فقط من خلال جمع وتحليل البيانات من مصادر متعددة يمكننا البدء في تقييم المشكلة وتحديد الحلول الأنسب بدقة. 

كيفية استخدام البحث في مكان العمل:

  • تحديد أسواق جديدة أو شرائح عملاء جديدة لاستهدافها.
  • جمع المعلومات عن المنافسين ومنتجاتهم/خدماتهم.
  • البقاء على اطلاع دائم على أخبار الصناعة وتطوراتها.
  • تقييم الشركاء أو البائعين أو المنتجات قبل الشراء.
  • تحليل الأداء السابق من أجل وضع توقعات للمستقبل.

3) التواصل

بمجرد تحديد حل محتمل لمشكلة ما، يجب أن تكون قادرًا على شرحها بوضوح للآخرين. يتضمن ذلك التواصل الشفهي والكتابي على حد سواء، بالإضافة إلى القدرة على الاستماع بعناية وفهم وجهة نظر الآخرين.

كيفية التواصل في مكان العمل:

  • توضيح الأهداف والتأكد من أن الجميع على نفس القدر من الاهتمام بها. 
  • حل النزاعات بسرعة وكفاءة.
  • تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق من خلال تعزيز الثقة والاحترام.
  • السماح للموظفين بتبادل الآراء على الدوام.
  • تقديم التقدير والدعم لأعضاء الفريق. 

4) العمل الجماعي

“يمكننا أن نفعل القليل بمفردنا؛ ومعًا يمكننا أن نفعل الكثير.” – هيلين كيلر

تعد القدرة على العمل ضمن فريق مهارة مهمة تساهم في حل المشاكل بفعالية. عندما يعمل أعضاء الفريق معًا لمعالجة المشاكل المعقدة، غالبًا ما يتم التوصل إلى أفضل الحلول لأن كل فرد لديه منظور فريد ومجموعة من المهارات التي يمكن أن تساهم وتتضافر في حل المشكلة.

كيف تكون فردا فعالا في مكان العمل:

  • تعزيز بيئة من التواصل المفتوح والتغذية الراجعة والنمو.
  • الاستفادة من نقاط القوة لدى أفراد الفريق لتحقيق هدف مشترك.
  • تطوير الثقة والاحترام والصداقة بين أعضاء الفريق.
  • تعزيز ثقافة المسؤولية والملكية للمشاريع.
  • تشجيع الإبداع والمخاطرة وإشاعة جو من المخاطرة.

5) اتخاذ القرارات

“لا يمكنك إحراز تقدم دون اتخاذ القرارات.” – جيم رون 

من المهم أن تكون قادرًا على تحديد المشاكل وتحليل الحلول الممكنة. ومع ذلك، في مرحلة ما، تحتاج إلى اتخاذ قرار. يركز صانعو القرار الجيدون على حل المشكلة بدلاً من إضاعة الوقت في تحليل جميع البيانات المتاحة أو مناقشة الخيار الأفضل إلى ما لا نهاية.

كيفية اتخاذ القرارات في مكان العمل

  • استخدم الملاحظات بشكل بنّاء لاتخاذ قرارات أفضل في المستقبل.
  • تحمّل المخاطر عند الضرورة مع إدراك العواقب المحتملة.
  • التعلم من الأخطاء واستخدام البيانات لتطوير حلول أفضل.
  • إظهار الثقة والحسم عند اتخاذ القرارات الصعبة.
  • تحليل المواقف بناءً على الحقائق والبيانات، وليس الافتراضات أو العواطف.

كيفية إظهار مهارة حل المشكلات عند التقدم لوظيفة ما

عندما تتقدم لوظيفة تتطلب مهارة حل المشكلات، لا تكتفي بكتابة أنك جيد في حل المشاكل. بدلاً من ذلك، قم بتقسيم هذه المهارات إلى المهارات الشخصية الأخرى والتي تظهر قدرتك على حل المشكلات بشكل جيد. يجب عليك أيضًا ذكر أمثلة من الحياة الواقعية عندما قمت بحل مشكلة في مكان العمل. إليك مثالاً على ذلك:

أثناء عملي في وظيفتي السابقة في مجال التسويق، واجهت أنا وفريقي مشكلة في قلة التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد علمتني التجارب السابقة أن حل هذه المشكلة سيؤدي إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة عدد الزيارات لموقعنا الإلكتروني وربما المزيد من العملاء.وللتغلب على هذه المشكلة، قمت بإعداد اجتماع مع فريقي وطلبت منهم استخدام مهاراتهم الإبداعية للتظاهر بأنهم عملاء محتملون ينظرون إلى قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا للمرة الأولى. لقد استمعت بفاعلية إلى أفكارهم وسرعان ما اكتشفت أن صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي تفتقر إلى هوية حقيقية لعلامتنا التجارية، وكانت المنشورات متقطعة وعامة للغاية وغير جذابة. 

وبعد جلسة العصف الذهني، بحثت عن كيفية انشاء صفحة تواصل اجتماعي ناجحة ونظرت إلى صفحات منافسينا على وسائل التواصل الاجتماعي لتحليل ما جعلهم أكثر نجاحاً. وجدت أن نجاحهم يرجع إلى نشر محتوى متنوع بانتظام والتفاعل مع العملاء. باستخدام بحثي، قمت بإنشاء تقويم للمحتوى ونظمت المزيد من جلسات العصف الذهني للتوصل إلى أفكار نشر مبتكرة مع فريقي. ومنذ ذلك الحين، ارتفع تفاعلنا على وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 20% وما زال يتزايد.   

وبذلك من خلال هذا المقال نكون وضحنا أن مهارة حل المشكلات ضرورية في أي وظيفة يمكنك التفكير فيها. وتعرفنا على كيفية تطوير مهاراتك في حل المشكلات وإظهارها لمسؤولي التوظيف ذوي العيون الثاقبة.